طهران تضيف القسم الفارسي لـDW للعقوبات.. وتتهمهم بـ"دعم الإرهاب"

أضافت طهران، يوم الأربعاء، القسم الفارسي بشبكة DW (دويتشه فيله) الإخبارية إلى قائمة المؤسسات والأفراد الخاضعين للعقوبات، كما تضمنت العقوبات الأخيرة شركتين ألمانيتين ومحررين في صحيفة بيلد الألمانية الشعبية واسعة الانتشار.

وDW هي محطة البث الإخباري الدولي في ألمانيا، ويقدم القسم الفارسي المرتبط بها خدمته من بون بألمانيا.

وكشفت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، عن فرض العقوبات، متهمة من وردت أسماؤهم بـ "دعم الإرهاب"، ويخضع أولئك الذين فرضت عليهم عقوبات لحظر سفر وستجري مصادرة أي ممتلكات أو أصول لهم في إيران.

وتعيش إيران، احتجاجات على مستوى البلاد منذ مقتل الشابة الكردية جينا مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، في الحجز في 16 سبتمبر / أيلول، خلال تحفظ ما تسمى "شرطة الأخلاق" عليها بذريعة مخالفتها لقواعد اللباس الإسلامي.

ومذ وفاتها يتظاهر آلاف الأشخاص ضد النهج المتشدد للحكومة في إيران، ووفق منظمات غير حكومية، توافد الآلاف على قبرها يوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاتها، وكثيراً ما تصف إيران المتظاهرين بأنهم "إرهابيون".

وشجب مدير مؤسسة "دويتشه فيله" الإعلامية الألمانية، بيتر ليمبورغ، بكلمات حادة ما وصفها بـ "محاولات من جانب الدولة الإيرانية لتخويف وسائل الإعلام"، وأورد بيان صادر الأربعاء عن ليمبورغ ذكره إن "النظام في إيران يهدد منذ فترة طويلة زملاءنا في فريق التحرير الفارسي وعائلاتهم، هذا غير مقبول".

وأردف ليبمورغ بأن "النظام (الإيراني) يروج للإرهاب في الداخل والخارج، أنا أنتظر أن تقوم ألمانيا وأوروبا بزيادة الضغط على النظام، إنّ إدراجنا على مثل هذه القائمة لن يثنينا عن إمداد مستخدمينا في إيران بمعلومات موثوقة".

وكانت قد أدرجت إيران، ساسة أوروبيين ومؤسسات أوروبية على قائمة عقوبات كرد فعل على الإجراءات العقابية التي فرضت عليها، ومن ضمن المؤسسات الأخرى الخاضعة للعقوبات الخدمة الفارسية لراديو فرنسا الدولي واللجنة الدولية للبحث عن العدالة (ISJ)، وهي مجموعة غير رسمية من برلمانيي الاتحاد الأوروبي يدعمون الديمقراطية في إيران.

ومن طرفه، طالبت رابطة الصحفيين الألمان (DJV) الحكومة الألمانية إلى اتخاذ إجراءات للضغط على إيران فوراً لرفع العقوبات عن DW، وصرح فرانك أوبيرال، رئيس مجلس إدارة "DJV": "من العبث تماماً (إلصاق) جريمة الإرهاب بالصحافة الناقدة والمستقلة، مثل تلك التي يمارسها الصحفيون في الإذاعة الدولية الألمانية"، يقصد DW.

وجاء الإجراء الإيراني في أعقاب مجموعة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في 17 أكتوبر / تشرين الأول ضد "مرتكبي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

من طرفها، شجبت برلين بالعقوبات التي فرضتها طهران على مجموعة من وسائل الإعلام الأوروبية، وبالأخص الألمانية، مبديةً رغبتها في خفض مستوى العلاقات مع إيران بشكل أكبر، ردّاً على قمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ وفاة مهسا أميني.

في حين ذكرت وزارة الخارجية الألمانية في تغريدة إنّ "فرض عقوبات على وسائل الإعلام الحرّة يُظهر مرة أخرى كيف تقمع إيران الحقوق المعترف بها دولياً بشأن حرية الصحافة وحرية التعبير".

وعبر بيان منفصل، صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "لا يمكن أن نستمر في العلاقات الثنائية مع دولة تتعامل مع مواطنيها بمثل هذا الازدراء، كأن شيئاً لم يكن"، بناء عليه، وفيما يعتبر عقوبات أوروبية إضافية، "لن تُصدر التأشيرات الوطنية لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات سفر الخدمة إلّا في إطار الإجراءات الضرورية"، تبعاً لبيربوك.

وأردفت الوزيرة أنّ "قيود دخول إضافية" إلى الأراضي الألمانية ستُفرض كذلك على أعضاء المنظمات الإيرانية المدرجة على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.

ليفانت-دوتش فيليه